المحبة
المديرة العامة
عدد الرسائل : 230 العمر : 33 الإهتمامات : الغناء المزاج : سعيدة رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 23/02/2008
| موضوع: حصار الشِّعب وحصار غزة السبت 08 مارس 2008, 10:27 am | |
| تحاصر الآن غزة ..تحاصر من قبل القريب قبل البعيد ..ومن الصديق قبل العدو وبلغت القلوب الحناجر ..عندها تذكرت حصار قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب بني هاشم ليس لتسعة أشهر بل لثلاث سنوات !! ولعلنا نقارن في هذه المقالة بين الحصارين ونستفيد الدروس والعبر للخروج من المحنة : أولاً : الثبات على المبدأ مع شدة حصار كفار قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه ثبت على مبدأه ولم يتراجع أو يتخاذل فهو يعلم أنه على الحق وأنه رسول الله ولذلك لم تأثر عليه صلابة الأعداء وجفاء الأقرباء ما دام أنه على الحق ، وهكذا ينبغي لإخواننا في غزة إذا عرفوا أنهم أصحاب حق أن يثبتوا عليه فالنصر صبر ساعة ..والثبات على الحق هو النصر الحقيقي فأصحاب الأخدود هم في الحقيقة منتصرون على الباطل لأنهم ثبتوا على الحق الذي يعتقدونه .ثانياً : ثبات الصحابة رضي الله عنهم مع نبيهم صلى الله عليه وسلم لقد بلغ حصار كفار قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبلغاً عظيماً ..فقد حوصروا ليس لتسعة أشهر بل لثلاث سنوات عجاف ..وصلوا فيها إلى حد أكل أوراق الشجر ..ومع ذلك لم يتنازلوا عن مبادئهم ولم يخذلوا نبيهم صلى الله عليه وسلم !! بل ثبتوا معه حتى جاءهم الفرج من الله تعالى . ثالثاً : أن الفرج مع الصبر : عندما صبر النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه على الضيق والشدة ..صبروا ثلاث سنوات شداد ..صبروا على الجوع والخوف أعقبهم الله تعالى بعز الدنيا والآخرة وهكذا أنتم يا إخواننا في غزة والضفة ..اصبروا فإن مع العسر يسرا ..ولن يغلب عسر يسرين ، وكما يقال : الليل كلما أحلولك ظلامه وأشتدت وحشته كان ذلك إيـذاناً بفجرٍ مقبل فمن رحم الليل يولد الفجر . ..ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج نعم فمن رحم الظلام تنفجر الأزمة وما يحصل لإخواننا في غزة من حصار ظالم غاشم سيزول بإذن الله تعالى, ولقد صدق الله ومن أصدق من الله قيلا { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83 ويقول { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً,وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3.رابعاً : الظلم مرفوض حتى من بعض الكفار فكيف بالمسلمين تلاوم بعض كفار قريش ممن تربطهم صلة ببني عبد مناف وبني قصي وممن ولدتهم أمهاتهم من بني هاشم، مثل أبي البختري والمطعم بن عدي وزهير بن أبي أمية بن المغيرة وزمعة بن الأسود وهشام بن عمرو، تلاوموا على سكوتهم على حصار النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، واعتبروا ذلك من قطيعة الرحم واستخفاف بالحق الواجب عليهم تجاه أبناء عمومتهم وأرحامهم، فاجتمع أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة منه، وعندما نقضوا معاهدة الغدر وتبرءوا منها قال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل.ونحن نقول ينبغي لعقلاء وشرفاء فتح أن يتقوا الله تعالى في إخوانهم ولا يكونوا أعوانا لليهود على إخوانهم وأن يسعوا إلى فك الحصار قدر المستطاع وإلى الصلح واجتماع الكلمة على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن كان كفار قريش تحركوا من أجل رابطة الدم والرحم فرابطة الدين والعقيدة أعظم مما يدفع بالمسلم إلى إعانة أخيه وتفريج كربته . خامساً : فشل الأعداء في القضاء على الدينلما عجز كفار قريش عن مقارعة الحجة بالحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم وصار تأثير النبي صلى الله عليه وسلم واضحاً في الناس وحجته باهرة ، لجئوا إلى تغير أسلوب التعامل معه وهو فرض القوة واستخدام العنف والحصار ضده وهذا أسلوب العاجز ..والأعداء هم الأعداء لم تتغير أساليبهم وطرقهم فهذا الحصار القائم على إخواننا في غزة إنما يكشف حقيقة فشل اليهود ومن عاونهم في مقارعة الحجة بالحجة ولو كان هؤلاء اليهود وأذنابهم أصحاب حق فلما يلجئون إلى القوة والضرب بيد من حديد ؟! ولما لا يستخدمون أسلوب الحوار خاصة وأن الجانب الآخر جانب ضعيف لا يملك مقومات القوة المادية ؟!!فالله نسأل أن يرحم إخواننا المستضعفين في قطاع غزة، وأن يكون لهم ناصراً ومؤيداً وظهيراً، وأن يجلي الغمة عنهم، ويذهب كربهم، ويصلح أحوالهم، ويكبت أعداءهم، إنه نعم المولى ونعم النصير | |
|